فصل: فصل في تولّد الجنين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في تولّد الجنين:

إذا اشتملت الرحم على المني فإن أول الأحوال أن تحدث هناك زبدية المني وهو من فعل القوة المصورة.
والحقيقة من حال تلك الزبدية تحريك من القوة المصورة لما كان في المني من الروح النفساني والطبيعي والحيواني إلى معدن كل واحد منها ليستقرٌ فيه ويتخلّق ذلك العضو منه على الوجه الذي أوضحناه وبيناه في كتب الأصول ولذلك يوجد النفخ كله يندفع إلى وسط الرطوبة إعداداً لمكان القلب ثم يكون عن جانبه الأيمن وجانبه الأعلى نفخان كالمتسعين منه يماسانه إلى حين ثم يتنحيان عنه ويتميزان ويصير الأولى علقة للقلب والأيمن علقة للكبد ويمتلىء الاخر من دم إلى بياض وينفذ إلى ظاهر الرطوبة المبثوثة نفذ نفخ ريحي يثقبه لينال منه المدد من الرحم من الروح والدم وتتخلق السرة.
وأول ما تتخلّق السرّة تتبين إلا أن نفخات القلب والكبد والدماغ تتقدم خلق السرة لمان كان استمام هذه الئلاثة يتأخر عن استمام جوهر السرة.
وهذا شيء قد حققناه وبينا الخلاف فيه في كتب الأصول من العلم الطبيعى.
وكما يستقر المني ويزبد وينفذ الزبد إلى الغور نفخاً للقلب يتولد الغشاء من حركة مني الأنثى إلى مني الذكر ويكون متبرئاً ثم لا يتعلق من الرحم إلا بالنقر لجذب الغذاء وانما يغتذي الجنين بهذا الغشاء ما دام الغشاء رقيقاً فيها فكانت الحاجة إلى قليل من الغذاء.
وأما إذا صلب فيكون الاغتذاء بما توتد في مسامه من المنافذ الواضحة العرقية ثم ينقسم بعد مدة أغشية.
والحق أن أول عضو يتكون هو القلب لمان كان يحكى عن أبقراط أنه قال أول عضو يتكون هو الدماغ والعينان بسبب ما يشاهد عليه حال فراخ البيض لكن القلب لا يكون في أول ما يتخفق في كل شيء ظاهراً جليُّا.
وقد نبغ فضولي من بعد يقول أن الصواب أن يكون أول ما يتخلّق هو الكبد لأن أول فعل البدن هو التغذّي كأن الأمر على شهوته واستصو ا به.
وقوله هذا فاسد من طريق التجربة فإن أصحاب العناية بهذا الشأن لم يشاهدوا الأمر على ما يزعم البتة.
ومن القياس وهو أنه إن كان الأمر على ما يزعم من أنه يخلق أولاً ما يحتاج إلى سبوق فعله أولاَ فليعلم أنه لا يغتذي عضو حيواني ليس فيه تمهيد الحياة بالحرارة الغريزية وإذا كان كذلك كانت الحاجة إلى أن يخلق العضو الذي ينبعث منه الحار الغريزي والروح الحيواني قبل أن يخلق الغاذي والقوة المصوّرة لا تحتاج في حال التصوير إلى تغذية ما لم يقع تحلّل محسوس يضر ضرراً محسوساً فيحتاج إلى بدله ويحتاج إلى الروح الحيواني والحار الغريزي ليقوم به فإن قال أنه حاصل للمصورة من الأب فكذلك القوة الغاذية أيضاً مصاحبة للمصورة المولدة من جهة الأب وكيف لا وتلك أسبق في الوجود.
هذا والحال الأخرى ظهور النقطة الدموية في الصفاق وامتدادها في الصفاق امتداد ما وفي هذه الحال تكون النفّاخات قد استحال الرغوي منها إلى دموية ما واستحالت السرة إلى هيئة السرة استحالة محسوسة وثالث الأحوال إستحالة المني إلى العلقة وبعدها استحالته إلى المضغة وهناك تكون الأعضاء الرئيسة قد ظهر لها انفصال محسوس وقدر محسوس وبعدها استحالته إلى أن يتم تكون القلب والأعضاء الأولى ويبتدىء تنحي الأعضاء بعضها عن بعض وتليها الوشائح العلوية وتكون الأطراف قد تخططت ولم تنفصل تمام الانفصال وأوعيتها ثم إلى أن تتكون الأطراف ولكل استحالة أو استحالتين مدة موقوف عليها وليس ذلك مما لايختلف ومع ذلك فإنها تختلف في الذكران والإناث من الأجنة وهى في الإناث أبطأ.
ولأهل التجربة والامتحان في ذلك آراء ليس بينهما بالحقيقة خلاف فإن كل واحد منهم إنما حكم بما صادف الأمر عليه بحسب امتحانه وليس يمنع أن يكون الذي امتحنه الآخر واقعاً على ما يخالفه فإن جميع ذلك إنما هو أكثري لا محالة والأكثري فيمن تولد في الأكثر.
أما مدة الرغوة فستة أيام أو سبعة وفي هذه الأيام تتصرف المصورة في النطفة من غير استمداد من الرحم وبعد ذلك تستمد.
وابتداء الخطوط والنقط بعد بثلاثة أيام أخرى فتكون تسعة أيام من الابتداء وقد يتقدم يوماً أو يتأخر يوماً ثم بعد ستة أيام أخرى يكون الخامس عشر من العلوق تنفذ الدموية في الجميع فتصير علقة وربما تقدّم يوماً أو يومبن وبعد ذلك بإثني عشر يوماً تصير الرطوبة لحماً وقد تميزت قطع لحم وتميزت الأعضاء الثلاثة تميزاً ظاهراً وقد تنحى بعضها عن مماسة بعض وامتدت رطوبة النخاع وربما تأخر أو تقدم بيومين أو ثلاثة ثم بعد تسعة أيام تنفصل الرأس عن المنكبين والأطراف عن الضلوع والبطن تميزاً يحس في بعضهم ويخفى في بعض حتى يحسّ بعد ذلك بأربعهَ أيام تكملة الأربعين يوماً ويتأخر في النادر إلى خمسة وأربعين يوماً والأقلّ في ذلك ثلاثون يوماً.
وذكر في التعليم الأول أن السقط بعد الأربعين إذ شق عنه السلاء ووضع في الماء البارد يظهر شيئاً صغيراً متميّز الأطراف.
والذكر أسرع في ذلك كله من الأنثى ويشبه أن يكون أقلّ مدة تصوّر الذكران ثلاثين يوماً وأقلّ الوضع نصف سنة وبيانه نذكره عن قريب.
وأما تحديد حال الذكر والأنثى في تفاصيل المدمد فأمر يحكم به طائفة من الأطباء بالتهور والمجازفة فأول ما يجد المني متنقساً يتنفّس وأول ما تعمل المصورة تعمل مجمع الحار الغريزي ثم المخارج والمنافذ ثم بعد ذلك تأخذ الغاذية في العمل.
وعند بعضهم أن الجنين قد يتنفس من الفم ثم يتنفّس به أكثر التنفّس إذا أدرك في الرحم وليس عليه دليل.
وعند بعضهم أن الجينن إذا أتى على تصوره ضعف ما تصور فيه تحرك وإذا أتى على تحركه ضعف ما تحرك فيه حتى يكون الابتداء من الأولى ومن ابتداء العلوق ثلاثة أضعاف المدة إلى الحركة ولد.
واللبن يحدث مع تحريك الجنين.
وقد قيل أن الزمان العدل الوسط لتصوره خمسة وثلاثون يوماً ويتحرك في سبعين يوماً ويولد في مائتين وعشرة أيام وذلك سبعة أشهر وربما يتقدم أياماً وربما يتأخر لأنه ربما يقع في خمسة وثلاثين يوماً تفاوت قليل فيكثر في التضعيف.
وإذا كان الأكثر لخمسة وأربعين يوماً فيتحرك في تسعين يوماً ويولد في مائتين وسبعين يوماً وذلك تسعة أشهر وقد يقع في هذا أيضاً اختلاف في أيام بمثل ما قيل وهذا شيء لا يثبت المحصّل فيه حكماً والمولود لثمانية أشهر- إن لم يكن ممن أكثر- حكمه أن لا يعيش على ما ستعلمه من بعد إنما يكون قد تم تمامه على النسبة المذكورة وولد عنه تمامه فإنه تكون مدده أربعين يوماً ثم ثمانين ثم مائة وعشرين يوماً وينصق ويزيد على ما علمت.
قالوا ولم يوجد في الإسقاط ذكر تمٌ قبل الثلاثين يوماً ولا أنثى تمت قبل الأربعين وقالوا أن المولود لسبعة أشهر تدخله قوة واشتداد بعد أن تأتي على مولده سبعة أشهر والمولود لتسعة أشهر بعد تسعة أشهر والمولد لعشرة أشهر بعد عشرة أشهر.
ونحن نورد في مدة الحمل والوضع باباً في المقالة التي تتلو هذه المقالة.
واعلم أن دم الطمث في الحامل ينقسم ثلاثة أقسام: قسم ينصرف في الغذاء وقسم يصعد إلى الثدي وقسم هو فضل يتوقف إلى أن يأتي وقت النفاس فينتقص.
والجنين تحيط به أغشية ثلاثة المشيمة وهو الغشاء المحيط به وفيه تنتسج العروق المتأدية ضواربها إلى عرقين وسواكنها إلى عرقين والثاني يسمى فلاس وهو اللفائفي وينصب إليه بول الجنين والثالث يقال له أنفس وهو مفيض العرق ولم يحتج إلى وعاء آخر لفضل البراز إذ كان ما يغتذى به رقيقاً لا صلابة له ولا ثفل إنما تنفصل منه مائية بول أو عرق.
وأقرب الغكشية إليه الغشاء الثالث وهو أرقها ليجمع الرطوبة الراسخة من الجنين.
وفي جمع تلك الرطوبة فائدة في إقلاله ير لا يثقل على نفسه وعلى الرحم وكذلك في تبعيد ما بين بشرته والرحم فإن الغشاء الصلب يؤلمه بمماسته كما يؤلم المماسات ما كان من الجلد قريب العهد من النبات على القروح ولم يستوكع بعد.
وأما الغشاء الذي يلي هذا الغشاء إلى خارج فهو اللفائفي لأنه يشبه اللفائف وينفذ إليه من السرة عصب للبول ليس من الإحليل لأن مجرى الإحليل ضيق وتحيط به عضلة مؤكلة تطلق بالإرادة وإلى آخره تعاريج.
ووقت استعمال مثله هو وقت الولادة والتصرّف.
وأما هذا فهو واسع مستقيم المأخذ وجعل للبول مفيض خاص به لأنه لو لاقى البدن لم يحتمله البدن لحرافته وحدته وذلك ظاهر فيه.
والفرق بينه وبين رطوبة العرق في الرائحة وحمرة اللون بين ولو لاقى أيضاً المشيمة لكان ربما أفسد ما تحتوي عليه العروق المشيمة.
والمشيمة ذات صفاقين رقيقين وتنتسج فيما بينهما العروق ويتأدى كل جنس منها إلى عرقين أعني الشرايين والأوردة.
فأما عرقا الأوردة فإذا دخلا استقصرا المسافة إلى الكبد فاتحدا عرقاَ واحداً ليكون أسلم وبعداً إلى تحديب الكبد لئلا يزاحم مفرغة المرار من تقعيرها وبالحقيقة فإن هذا العرق إنما ينبت من الكبد وينحدر إلى السرة من المشيمة ويفترق هناك فيصير عرقين ويخرج ويتحرك في المشيمة إلى فوهات العروق التي في الرحم.
وهذه العروق يعرض لها شيئان: أحدهما أنها تكون عند فوهات التلاقي أدق فكأنها أطراف الفروع وأيضاً فانها تحمر أولاً من هناك لأنها تأخذ الدم من هناك فيظن أنها نبتت من هناك فاذا اعتبرت سعة الثقب أوهم أن الأصل من الكبد وإن اعتبرت الاستحالة إلى الدموية أوهم أن الأصل من المشيمة لكن الاعتبار الأول هو اعتبار الثقب والمنافذ.
وأما الاستحالات فهي كمالات للسطوج المحيطة بالثقب وكذلك فإن الشرايين تجتمع إلى شريانين إن أخذت الابتداء من المشيمة وجدتهما ينفذان من السرّة إلى الشريان الكبير الذي على الصلب متركبين على المثانة فإنها أقرب الأعضاء التي يمكن أن يستند اليها هناك مشدودين بأغشية للسلامة ثم ينفذان في الشريان الدائم الذي لا ينفسخ في الحيوان إلى آخر حياته فهذا هو ظاهر قول الأطباء.
وأما في الحقيقة فهما شعبتان منبتهما الحقيقي من الشريان وعلى القياس المذكور.
ويقول الأطباء إنما لم يصلح لهما أن يتحدا ويمتدا إلى القلب لطول المسافة واستقبال الحواجز ولما قربت مسافتهما من المتصل به لم يحتاجا إلى الاتحاد.
ويذكرون أن الشريان والوريد النافذين من القلب والرئة لما كان لا ينتفع بهما في ذلك الوقت في التنفس منفعة عظيمة صرف نفعهما إلى الغذاء فجعل لأحدهما إلى الآخر منفذ ينسد عند الولادة.
وأن الرئة إنما تكون حمراء في الأجنة لأنها لا تتنقس هناك بل تغتذي بدم أحمر لطيف وإنما تبيضها مخالطة الهوائية فتبيضّ.
وتقول الأطباء أن الغشاء اللفائفي خلق من مني الأنثى وهو قليل وأقل من مني الرجل فلم يمكن أن يكون واسعاً فجعل طويلاً ليصل الجنين بأسافل الرحم وضاق عن الرطوبات كلها فلم يكن بد من أن يفزد للعرق مصب واسع وهذا من متكلفاتهم والجنين إذا سبق إلى قلبه مزاج ذكوري فاض في جميع الأعضاء وهو بالذكورية ينزع إلى أبيه.
وربما كان سبب ذكوريته غير مزاج أبيه بل حال من الرحم أو من مزاج عرضي للمني خاصة فكذلك لا يجب إذا أشبه الأب في أنه ذكر أن يشبهه في سائر الأعضاء بل ربما يشبه الأم.
والشبه الشخصي يتبع الشكل.
والذكورة لا تتبع الشكل بل المزاج.
وربما يعرض للقلب وحده مزاج كمزاج الأب يفيض في الأعضاء.
وأما من جهة الاستعداد الشكلي فيكون القبول من المادة في الأطراف مائلاً إلى شكل الأم وربما قدرت المصورة على أن تغلب المني وتشكله من جهة التخطيط بشكل الأب ولكن تعجز من جهة المزاج أن تجعله مثله في المزاج.
وقد قال قوم من العلماء- ولم يبعدوا عن حكم الجواز- أن من أسباب الشبه ما يتمثل عند حال العلوق في وهم المرأة أو الرجل من صورة إنسانية تمثلاً متمكناَ.
وأما السبب في القدود فقد يكون النقصان فيها من قبل المادة القليلة في الأول أو من قبل قلّة الغذاء عند التخلق أو من قبل صغر الرحم فلا يجد الجنين متسعاً فيه كما يعرض للفواكه التي تخزن في قوالب وهي بعد فجة فلا يزيد عليها.
والسبب في التوأم كثرة المني حتى يفيض إلى بطني الرحم فيضاً يملأ كلاً على حدة وربما اتفق لاختلاف مدفع الزرقين إذا وافى ذلك اختلاف حركة من الرحم في الجذب فإن الرحم عند الجذب يعرض لها حركات متتابعة كمن يلتقم لقمة بعد لقمة وكما تتنفّس السمكة تنفساً بعد تنفسٍ لأنها أيضاً تدفع المني إلى قعر الرحم دفعات كل دفعة يكون معها جذبة المني من خارج طلباً من الرحم للجمع بين المنيين وذلك شيء يحسه المتفقة من المجامعين ويعرفن أيضاً أنفسهن.
وتلك الدفعات والجذبات لا تكون صرفة بل اختلاجية كأن كل واحدة منها مركبة من حركات لكنها لا تتم إلا عند عدة اختلاجات بل يحس بعد كل جملة اختلاجات سكون ما ثم يعود في مثل السكون الذي بين زرقات القضيب للمني ويكون كل مرة وثانية أضعف قوة وأقل عدد اختلاجات.
وربما كانت المرار فوق ثلاث أو أربع ولذلك تتضاعف لذتهن فإنهن يتلذذن من حركة المني الذي لهن ويلتذذن من حركة مني الرجل في رحمهن إلى باطن الرحم بل يلتذذن بنفس الحركة التي تعرض للرحم ولا يصدق قول من يقول أن لذتهن وتمامها موقوفان على إنزال الرجل كأنه إن لم ينزل الرجل لم تلتذ بإنزال نفسها وإن أنزل الرجل ولم تحدث لرحمها هذه الحركات ولم تسكن منها فإنها تجد لذة قليلة يكون للرجل أيضاً مثلها قبل حركة منيهم تشبه بالحكة والدغدغة الودية ولا قوك من يقول أن مني الرجل إذا انصب على الرحم أطفأ حرارتها وسكن لهيبها كماء بارد ينصب على ماء حار يغلي فإن هذا لا يكون إلا على الوجه الذي ذكرناه عند إنزالها وبلعها مني الرجل كما ينزل وفي غير ذلك الوقت لا يكون قوة يعتد بها وربما وافق زرقه ذكورية صبه إنثاوية فاختلطا ويليها زرقات مثل ذلك مرة بعد مرة فحملت المرأة ببطون عدة إذ كل اختلاط ينحاز بنفسه.
وربما كان اختلاط المنيين معاً ثم تقطعا وانقطعت الواحدة السابقة بسبب ريحي أو اختلاجي أو غير ذلك من الأسباب المفرقة فينحاز كل على حدة وربما كان ذلك بعد اتساع الغشاء فتكون كبيرة في شيء واحد فهذا مما لا يتم تكوّنه ولا يبلغ الحياة.
وربما كان قبل ذلك وما يجري هذا المجرى فيشبه أن يكون قليل الإفلاح.
وإنما المفلح هو الذي وقع في الأصل متميزاً والمني الذكوري وحده يكون بعد غير غزير ولا مالىء للرحم ولا واصل إلى الجهات الأربع حتى يتصل به مني الأنثى من الزائدتين القرنيتين الشبيهتين بالنواة.
وكما يختلطان يكون الغليان المذكور ويتخلّق بالنفخ والغشاء الأول ويتعلق المني كله حينئذ بالزائدتين القرنيتين ويجد هناك ما يمده ما دام منياً إلى أن يأخذ من دم الطمث ومن النقر التي يتصل بها الغشاء المتولّد.
وعند جالينوس أن هذا الغشاء كلطخ يخلقه مني الأنثى عند انصبابه إلى حيث ينصت إليه مني الذكر وإن لم يخالطه معه فيمازجه عند المخالطة.
وقد تقبل المرأة وأما الولادة فإنما تكون إذا لم يكف الجنين ما تؤديه إليه المشيمة من الدم وما يتأدى إليه من النسيم وتكون قد صارت أعضاؤه تامة فيتحرّك حينئذ عند السابع إلى الخررج كما تتم فيه القوة.
وإذا عجز أصابه ضعف ما لا تثوب إليه معه القوة إلى التاسع فإن خرج في الثامن خرج وهو ضعيف لم ينزعج عن قوة مولّدة بل عن سبب آخر مزعج مؤذٍ ضعيف.
وخروج الجنين إنما يتم بانشقاق الأغشية الرطبة وانصباب رطوبتها وإزلاقها إياه وقد انقلب على رأسه في الولادة الطبيعية لتكون أسهل للإنفصال.
وأما الولادة على الرجلين فهو لضعف الولد فلا يقدر على انقلاب وهو خطر ولا يفلح في الأكثر.
والجنين قبل حركته إلى الخروج فقد يكون معتمداً بوجهه على رجليه وبراحتيه على ركبتيه وأنفه بين الركبتين والعينان عليهما وقد ضمهما إلى قدّامه وهو راكن عنقه ووجهه إلى ظهر أمه حماية للقلب وهذه النصبة أوفق للانقلاب.
على أن قوماً قالوا: إن الأنثى تكون نصبته وجهها على خلاف هذه النصبة وإنما هذا للذكر ويعين على الانقلاب ثقل الأعالي من الجنين وعظم الرأس منه خاصة وإذا انفصل انفتح الرحم الانفتاح ااذي ل يقدر في مثله مثله ولا بد من انفصال يعرض للمفاصل ومدد عناية من اللّه تعالى معدة لذلك فترده عن قريب إلى الاتصال الطبيعي ويكون ذلك فعلاً من الأفعال القورة الطبيعية والمصورة.
وبخاص أمر متصل من الخالق لاستعداد لا يزال يحصل مع نمو الجنين لا يشعر به وهذا من سرّ الله فتعالى الله الملك الحق المبين وتبارك اللّه أحسن الخالقين.
فحاصل هذا أن سبب ولادة الجنين الطبيعية احتياجه إلى هواء أكثر وغذاءً أكثر وعند انتباه قوى نفسه لطلب سعة المجمال والنسيم الرغد والغذاء الأوفر هرب عن الضيق وعن عوز النسيم وقلة الغذاء.
وإذا ولد لم يكن يحصل النوم والانتباه.
فإذا تحصلا منه ضحك بعد الأربعين يوماً.